Wednesday 10 June 2015

”كرة القدم هي كرة وبعض الأصدقاء“ — مقابلة تشافي بعد وداعيته في كامب نو


بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين ..










بعد أن احتفل بآخر ليغا له يوم السبت، الـ23 من مايو، قبل التتويج بلقب كأس الملك بأسبوع، وبالطبع قبل تحقيق الثلاثية التاريخية، تشافي قابل لويس مارتين من ”El País“ للحديث عن مسيرته في برشلونة ..



”الشيء الوحيد الذي افتقدته هو الهاترك“ —  تشافي يمزح ..







لويس مارتين : 17 عام في الفريق الأول لبرشلونة، ماذا يمنحك هذا؟

تشافي : استمتعت كالطفل، ولكنني عانيت أيضاً، لأنني الآن أشعر بالسعادة والفخر لما حققت وبالطريقة التي أغادر بها، لكن مررت بلحظات سيئة، عانيت كثيراً، للأمانة ..



لويس مارتين : ما هي كرة القدم ؟

تشافي : كرة القدم هي كرة وبعض الأصدقاء، ثم هيا بنا!، لعبة، روندو (تدريب التمريرات السريعة التي يقوم بها الفريق قبل كل حصة تدريبية)، تمرير الكرة هنا وهناك، في الشاطئ أو في حديقتك الخلفية، وأنت تضحك، هذه هي كرة القدم .. الأطفال يمررون الكرة هنا وهناك في ساحة اللعب، هذه هي كرة القدم ..



لويس مارتين : .. وحينما يفوز فريقك، هل ”eso es la hostia“ (هذا هو الأفضل)، كما يقول لويس، صحيح ؟

تشافي : لويس آراغونيس، يا له من رجل عظيم، أتذكره كثيراً وافتقده جداً ..



لويس مارتين : لماذا غادرت ؟

تشافي : بسبب الزمان، عقلي يقول لي أن جسدي يعطيني إشارات، قلبي لا [يعطي إشارات]، قلبي ينتمي للبارسا وسيبقى هنا ..



لويس مارتين : اعتدت على أن تخبئ حقيقة أنك كنت لاعباً للبارسا حينما كنت في المدرسة، لماذا ؟

تشافي : لأنني لم أرد أن يتم النظر لي على أنني مختلف، علمت بأنني لن أتغير، لكنني كنت خائفاً من أن يقولون ’أنظر إلى ذلك الولد، وقع للبارسا والآن يظن أنه مميز‘، لم أرتد بذلة البارسا الرياضية في الشارع لتجنب لفت الأنظار ..



لويس مارتين : ما هو الانطباع الأول لديك حول غرفة ملابس البارسا ؟

تشافي : جالساً بين فيغو وغوارديولا، و نونييز أتى كي يتحدث لبيب، كنت هنالك، بالتأكيد أنا كنت متيقظ لكل شيء، كنت شاباً وخجولاً، النجوم الكبار أمثال بيب، بيتو، لويس، سيرجي، فيغو، ريفالدو، عاملوني بشكل رائع ..



لويس مارتين : السبت احتفلت بالليغا الثامنة لك، فزت بالأولى حينما كان الفريق في فيتوريا وأنت كنت في آلباسيتي ..

تشافي : نعم، هذا صحيح، لعبت 18 مباراة في ذلك الموسم، لكن في آخر مباراة سافر من تم استدعاءه، هذا كان قرار فان غال، ذهبت إلى آلباسيتي مع الفريق ب وشاهدت المباراة هناك، كان هنالك قميص في المتحف الذي بناه آنخيل مور في غرفة الملابس، صنعاه [القميص] آندرسون وريفالدو، كتب عليه ’نحن الأبطال‘، وسجل عليه أسماء كيريك، بوسكيتس، أوكونو، روجر وأوسكار، كل اللاعبين الذين لم يسافروا، لكنني كنت في ”بلاسا سانت جاومي“ (ساحة احتفالات الكوليس)، آخر ليغا تم الاحتفال بها هناك أيضاً، أنا مسن!



لويس مارتين : ماذا كنت ستكون من دون فان غال ؟

تشافي : لقد علمني الكثير، لقد كان يقول لي ’أنت أفضل من زيدان‘، وكنت أجيب ’لا تسرف، ميستر، شكراً، لكن دعنا ألا نبالغ‘، لقد كنت محظوظاً، لقد حظيت بمدربين عظماء، لم نكن عادلين ناحيته، لقد كان مدرباً عظيماً ..



لويس مارتين : بعد ذلك، مرت 5 سنوات لم تفز بها بشيء، ما الذي حدث ؟

تشافي : افتقدنا للجوهر، غيرنا المدربين بكثرة، لم نحظى بأي استقرار حتى جاء ريكارد، ورونالدينيو، حينما فزنا، فعلنا ذلك بالاستحواذ، ولعب الكرة، وكان الهجوم وسيلة الدفاع، وكنا نظهر معدننا ..
لقد كان ”أن نكون أنفسنا“ الحل الوحيد، لو لم نحترم أسلوبنا لا شيء له معنى، وقد تم إثبات ذلك، حينما لم نفز شككنا بأسلوبنا وبعد ذلك لا شيء كان على ما يرام، الفكرة الأولى [بعد الفشل في الفوز رغم البقاء على الأسلوب] كانت بجلب رجل قوي جداً ويبلغ طوله 180 سم، هذا ليس الحل، ما نحتاجه هو لاعبين يفهمون جوهرنا، مفهوم الرجل الثالث (الحر الذي يستلم التمريرة)، التمريرة التي تخلق لك التفوق ..



لويس مارتين : هل ذلك هو السبب في شعورك بأنك وضعت تحت بقعة الضوء [وأصبحت ملحوظاً أكثر] ؟

تشافي : نعم، حينما فزنا الناس امتدحتني، ولكن حينما نخسر كانوا يشككون بكل شيء، وكنت الأول على قائمتهم ..



لويس مارتين : دائماً تقول أن بوسكيتس وبيدرو كانا نموذجين يستحقان أن يُتبعا .. لماذا ؟

تشافي : لأنهم متواضعين، لأنهم يضحون بأنفسهم، لأن لديهم موهبة استثنائية ومنضبطين بشكل عظيم، لكنهم لا يتلقون التقدير وهذا يحبطني .. أعرف حجم العمل المطلوب للوصول للقمة، ولكنهما وصلا هناك، فازا بكل شيء ودائماً وضعوا أنفسهم في خدمة الفريق، مثل جوردي [آلبا]، وكذلك آندريس وبيكيه، هم مثلي ومثل ليو تم امتداحهم، بيدرو وسيرجيو [بوسكيتس] هم لاعبين كرة قدم غير عاديين، قصة بيدرو عجيبة! مهاجم في برشلونة، ترعرع في الأكاديمية، وصل إلى القمة وفاز بكل شيء، يجب أن تنظر إليه وتصفق له وتقول للأطفال ’ تعلموا منه‘، وبوسي؟ لم أرى مطلقاً لاعباً بعبقريته في الملعب ..



لويس مارتين : فزت بليغا في فترة الاستراحة ما بين الشوطين، ودوري وأنت على الأريكة في المنزل، هذا غريب، أ ليس كذلك ؟

تشافي : نعم، فزنا في بالايدوس [ملعب سيلتا] في فترة الاستراحة، في السنة التي كنت بها مصاباً، كانت واحدة من أصعب السنوات، ولكنها جعلتني أتعلم الكثير، تعرضت لإصابة في الرباط في التدريبات في شهر ديسمبر، ركبتي دُمّرت، هنا تعلمت بأنه يجب أن أعتني بنفسي، لم يسبق لي الذهاب إلى الصالة الرياضية قبل هذه الحادثة، كنت أظن أن العمل مع الكرة كاف، لم أرفع أي أوزان، كنت أظن فقط الموهبة تكفي ..
في تلك السنة، بمساعدة إيميلي [ريكارت] والدكتور كوجات أدركت أنني لم أعتني بنفسي، كانت مسيرتي أن تنتهي قبل أوانها، في ذلك الوقت سجل كابديفيلا هدفاً ضد مدريد وذلك منحنا الليغا، كنت في المنزل وأخبرت الشباب ’هيا، يجب أن نحتفل بهذا!‘، وقد فعلنا، على الرغم أنه كانت لدينا مباراة في اليوم التالي في كالديرون ..



لويس مارتين : سنة الثلاثية كانت فريدة من نوعها، صحيح ؟

تشافي : حتى الآن هي أفضل سنة في التاريخ، بسبب كل شيء، الطريقة التي فزنا بها، لم أرى في حياتي كرة قدم كتلك، أشاهد مباريات من ذلك الموسم وأقول في نفسي ’من المستحيل أن تلعب أفضل‘ فزنا في دوري الأبطال بشكل مدوي، سنوات بيب لا تتكرر ..



لويس مارتين : لقد كان [بيب] ثقيل دم بلاعب وأكثر كمدرب ؟

تشافي : لا، يا رجل، لقد استمتعت به، كزميل هو عانى أيضاً، المقارنة بيني وبينه لم تكن ذنبه، لكن كان حملاً على عاتقي أن تُصنف على أنك خليفةً له، لقد كان يخبرني ألا أهتم بذلك، لكنني لم أستطيع ... كوني كنت أكبر وكنت بجانبه فهذا وضع ضغطاً أكبر علي، لكن ذلك ليس ذنبه، لقد كان دائماً جيداً معي ..



لويس مارتين : هل من الصحيح أنك كنت قريباً من الرحيل قبل أن يصبح هو المدرب ؟

تشافي : تلقيت عرضاً من باييرن ميونخ وأردت الرحيل، ذلك صحيح، وأخبرني ’تشافي، لا أستطيع تخيل الفريق بدونك‘، وقلت له : ’حسناً، سأبقى‘، هو مدرب مثير للإعجاب، ربما لأنه رأى الأشياء على بالطريقة مثلها [بالنسبة لي]، فهمنا لكرة القدم متطابق، كل النجوم كانوا مصطفين بجانب بيب في تلك السنوات كان لدينا فريقاً غير عادي، لكن ذلك لم يكن صدفةً، عملنا كثيراً وكنا متفوقين جداً على خصومنا، لدي نظرية: البارسا يجب أن يتفوق على مدريد، وإلا لن نفوز، هم متكاتفين، الصحافة، روح خوانيتو، [الجملة الشهيرة] الـ’cómo no te voy a querer‘ (كيف لي ألا أحبك) .. يجب أن نكون جيدين أو لا شيء، لو كنا في مستوى واحد يستطيعون تعزيز أنفسهم بأمور لا نمتلكها هنا، الأجواء هنا دائماً سلبية، هناك هي دائماً إيجابية ..



لويس مارتين : هل أردت العمل مع يوهان كرويف ؟

تشافي : لا يوجد شيء سأحبه أكثر من هذا، هو مرجعي الكروي حتى لو أنني لم أعمل معه، تخيل؟ .. يوهان غير تاريخ اللعبة، هذا واضحاً، على الأقل في برشلونة ..



لويس مارتين : بين كل الدوريات التي فزت بها، واحدة فقط فزت بها في كامب نو ..

تشافي : حتى لم ألعب، أنديانو [مايينكو] منحني بطاقة صفراء في اللقاء السابق وتم إيقافي ..



لويس مارتين : أسوء ليغا كانت التي مع مرض تيتو ؟

تشافي : هذه السنة وفي السنة التي تلتها، نعم، حينما مات، موسم تيتو كان مؤلماً جداً، لقد كان متطلباً جداً، لقد كان يخبرنا ’100 نقطة، يجب أن نحصل على 100 نقطة‘، لقد كانت سنة صعبة جداً، مزاج غرفة الملابس كان دائماً محبط، فزنا بالليغا بسبب موهبتنا وبسبب أوريلي [آلتيميرا] وجوردي [راورا]، اللذان وضعا قلبهما بها، لقد كانا يشغلان لنا الرسائل الصوتية، قالا لنا أن تيتو قال كذا وكذا، تيتو اتصل بنا ... كان دائماً معنا، تحدثت معه كثيراً، يوماً غضب بسببي، كانت لدي بعض الآلام وأردت اللعب وانتهى بي الحال إلى أنني فاقمت إصابتي ضد ميلان، مباراة بايرن كانت قريبة جداً وأردت اللعب، هاتفني وقال لي: ’لو عرضت نفسك للإصابة مرةً أخرى لن تلعب مطلقاً!‘، لقد كان غاضباً جداً، لقد كانت لديه شجاعة كبيرة، قد كان شجاعاً ..



لويس مارتين : كيف تعاملت مع هذا الموسم ؟ بعد سنوات وسنوات كنت بها أساسياً ؟ وكنت تحظر حفل الفيفا ضمن أفضل تشكيلة ؟

تشافي : كان ذلك صعباً، طبعاً، لكنني تعلمت من زملائي الآخرين الذين لم يلعبوا، الذين كانوا هادئين دائماً وإيجابيين في غرفة الملابس، واحداً من الأمثلة التي أحتذي بها كان دائماً الحارس الاحتياطي، أبداً لم يلعب ودائماً يحتفل كأنه فعل كل شيء، فكرت بخوركيرا، بيبي رينا، رجال عملوا بجد ولم يتذمروا أبداً، على الرغم أنه بطبيعة حال لاعب كرة القدم، كل لاعب كرة قدم أناني، تعلمت منهم، أنظر ..
في فالنسيا تم استبدالي قبل النهاية بـ10 دقائق ثم قفزت للملعب محتفلاً بهدف بوسي، حضنت لويس إنريكي! استبدلني ولم أكن غاضباً أبداً، غيرت عقليتي وطبقت ما تعلمته كطفل: التفكير بالفريق، أردت أن أنهي الموسم مع لقب والآن ... كنت أتحدث لبويول في ذلك اليوم، لم يستطع اللعب ولا الاحتفال حينما غادر، والآن أنظر كيف ودعت كامب نو، إن ذلك رائع، كل قطعة من قطع اللغز سقطت في المكان الصحيح .. لم أعتقد أن وقتي سينتهي بهذه الطريقة، كان ذلك شيء من الأفلام ..



لويس مارتين : لماذا بقيت ؟

تشافي : كانت لدي بعض المشاعر الجيدة، تجاوزت ألم خسارة الليغا في كامب نو من دون ألعب، ألم كأس العالم، الذين كان قاتلاً، علمت بقدوم لويس سواريز، تحدثت مع لويس إنريكي وقد قال لي : ’بيلوبو، فكر جيداً‘، (بيلوبو لقب يلقبه لويس إنريكي لتشافي)، شعرت أنه ستكون سنة جيدة، أخبرت زملائي في الفريق : ’شباب، سأبقى لموسم إضافي، لأن القادم يبدو مشوقاً‘، لويس [إنريكي] عاملني بشكل خارق لأنه لم يكذب أبداً، وهذا أمر عظيم ومشرّف، ربما سأغضب حينما لا ألعب، لكن ما حدث هو العكس، أنا ممتن له لأنه واحداً من الناس الذين فعلوا الكثير لبقائي، استرجعت حماستي، وتحدثت لزوبي، الذي كان أيضاً رائعاً معي، أشعر بالأسف لما حدث له، هذا الدوري أيضاً يحسب له، في اليوم الذي أخبرت به أنني سأغادر أتى إلى منزلي وجعلني أفكر أنه ربما ليس الوقت المناسب للرحيل، الحمد لله أنني بقيت ..



لويس مارتين : هل تتذكر اليوم الذي أتيت لتجتاز به الاختبارات قبل الانضمام للاماسيا ؟

تشافي : طبعاً، والدي كان معي في السيارة وأخبرني : ’افتح عيناك وتعلم! ليس كل أحد ينال هذه الفرصة.‘، قد وقعت، ولكنني لم أعرف .. لكن هذا ما فعلته، التعلم، التعلم، ثم التعلم .. في هذا النادي تعلمت كيف ألعب، وأيضاً كيف أن أكون شخصاً، هنا وفي البيت طبعاً، ممتن للبارسا بكل شيء، كنت سعيداً جداً، لم أتخيل ذلك أبداً ..



لويس مارتين : هل تعرف أحداً برشلوني أكثر منك ؟

تشافي : نعم، طبعاً، أمي ...








في الختام لا يسعني إلا أن أسأل الله أن تنال هذه الترجمة البسيطة جزءاً من استحسانكم .. أقدم اعتذاري إن وردت هناك أخطاء أو بعض من تقصير ..


أدعوكم لزيارة آخر ما دوّنت، مقال بعنوان : ”المشكلة ليست هي المشكلة ، بل هي سلوكك تجاه المشكلة.“
http://ahmedshw.blogspot.com/2014/12/johnny-depp.html

كل الشكر لـ (DianaKristinne@) على ترجمتها غالبية ما جاء في المقال الأصلي من الإسبانية إلى الإنجليزية، ترجمتها :




وصل اللهم وسلم على نبيك وحبيبك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..