Friday 29 November 2013

(9) > (9.5) .. بحسب تاتا مارتينو !

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..


# مقدمة :


بعد رحيل إيتو والاستغناء عن أبراهيموفيش وخروج ديفيد فيا ، أصبحت مركز رأس الحربة الصريح يشغل عقول الكثيرين من عشاق البلوغرانا ، فـ بعد إيتو أصبح الرقم 9 يتناقل من لاعب إلى آخر لـ يصبح حمل الهداف يقع على عاتق لاعب واحد وهو ميسي الذي في غيابه عن مستواه أو محاصرته من قبل الخصوم يفقد الفريق أكثر من نصف قوته وحلوله الهجوميه ..

مع ظهور الهجوم مع مارتينو بـ شكل مُختلف عما كان عليه في السابق ، بدأت الجماهير والصحافة تتوقع عودة اللعب بـ مُهاجم صريح من جديد ، لكن هاجس أبرا ومن جاء خلفه أصبح يشغل الجميع لذالك قررنا أن نطرح موضوع يتحدث ونوضح عدة أمور مخفيه عن عقول الكثيرين ..




# The False Nine :




بدأ هذا المصطلح يدرج على مسامع الجميع من متتبعي كرة القدم بلا استثناء ، ألا وهو مصطلح الـ " False 9 " أو الـ " 9 الوهمي " أو ربما " رأس الحربة الوهمي " ، أو قد يسميه البعض "9.5" .. ما هو الـ " False 9 " ؟

الـ " 9 الوهمي " هو ليس بـ رأس حربة يلعب في العمق الهجومي ، وهو ليس بـ صانع ألعاب يلعب في تلك المنطقة ؛ لأن هذا المركز لا يعتمد على مركز اللاعب الأصلي ، بل يعتمد اعتماداً كلياً على عمل هذا اللاعب سواء كان رأس حربة صريح ولكن في دور الـ " 9 الوهمي " أو صانع ألعاب أو مهاجم ثانِ (9.5) ..

وهنا أجد الفرصة كي أوضح الاختلافات البسيطة بين المهاجم الثاني والمهاجم الوهمي ، ربما العامل المشترك الوحيد - إن لم يكن هناك عامل آخر غفلت عن ذكره - هو أن كلا المركزين شهدا لعب صناع ألعاب بهما ، فـ نتذكر في (2010) إنتر مورينيو التاريخي ، الرجل الذي كان يستعمل النجم الهولندي ويسلي شنايدر كمهاجم ثانِ يلعب خلف الأمير كما يُلقب دييغو ميليتو أما المركز الآخر وهو المهاجم الوهمي فقد شهد مشاركة النجم الإسباني سيسك فابريغاس به في اليورو الأخير 2012 ولعب سيسك دوراً مميزاً آنذاك ..

أعود للفروقات أو الاختلافات بين المركزين - الـ " 9 الوهمي و الـ (9.5) - غالباً ما يكون الـ " 9 الوهمي " وحيداً في المقدمة يعود للخلف كثيراً لـ استلام الكرات من لاعبي الوسط بينما الـ (9.5) فهو ليس وحيداً على الإطلاق فذكرنا قبل قليل أن شنايدر كان يلعب في بعض الأحيان خلف ميليتو كـ (9.5) هو يلعب دائماً خلف ميليتو ، لكن لم يكن (9.5) إلا في بعض المناسبات ومثال آخر وهو روني في العام الماضي ومشاركته خلف الهداف روبن فان بيرسي ..




# الـ " False 9 " .. مكاسب وتجارب :





حينما نراقب اللاعب الـ " 9 الوهمي " فإننا نلاحظ شيءً ما أمراً مشتركاً بينه وبين لاعب الارتكاز فأثناء عملية البناء الخلفي ، يسقط لاعب الارتكاز في المنطقة بين قلبيْ الدفاع لمساعدتهما على إخراج الكرة بشكل سليم ؛ لأنه عادةً يكون أمهر منهما في هذه العملية ، وأثناء هذا السقوط يتقدم الظهيرين بـ مسافة بسيطة كي يمنحا قلبي الدفاع مجالاً لـ التواجد على الطرفين ، و بالمثل يفعل الـ " 9 الوهمي " هو الآخر يسقط إلى الخلف مقترباً إلى دائرة المنتصف :



ومع تقدم الأظهرة تترقب الأجنحة فرصة أن تصل لها الكرات في وسط غفلة أظهرة الخصم ، وهنا يتضح شيءً ما سر فعالية المهاجم الوهمي ، في أنه بعد السقوط إلى الخلف قليلاً يقوم بجذب قلب دفاع وحيد على الأقل مما يجبر أحد الأظهرة على الدخول إلى العمق قليلاً لـ تقليل المساحة الفراغية المتروكة من قبل ذلك المدافع الذي ربما لديه تعليمات بمراقبة المهاجم الوحيد في المنطقة ، بالتالي يلاحظ لاعب الجناح أن الخصم وهو الظهير في هذه الحالة أصبح قلقاً بإغلاق تلك المساحة وترك له بعض المسافة كي ينطلق بها الأمر الذي يشكل ميزة من مميزات تواجد لاعب بهذا الدور ..



لا يقتصر بطبيعة الحال دور الـ " 9 الوهمي " على السقوط للخلف والعودة إلى الوراء قليلاً من أجل خلق المساحة للاعبيْ الجناح ،



بل أن للاعب الجناح الحرية التامة في تبادل المراكز مع أحد الأجنحة :



مما يصعب مهمة قلبيْ الدفاع ويشل التنظيم في الخط الخلفي لعدم معرفة المدافعين أي اللاعبين يراقبون رقابةً لصيقةً ..






# روما .. الفكرة المناسبة لـ الفريق المناسب :


تجربة روما مع الـ " False 9 " تعتبر فريدةً من نوعها ,، حيث أن روما هو من فريق أُجبر - مجازاً - على تطبيق كلام كرويف في الماضي والحاضر ، في موسم (2007\2008) ، أُجبر السيد سباليتي على أن يستخدم نظام (4/3/3 " 9 وهمي ") بعدما أصيب جل رؤوس الحربة لديه ، فخيّر أن يضع توتي في ذلك الموقع ، لكن بطبيعة حال الملك فرانشيسكو ، كان يلعب دوره المعتاد ، فكان يسقط كثيراً لـ استلام الكرة وكان يشغل المساحة بين الخطوط بشكل ممتاز ، مانحاً المساحة في ظهر الدفاع الخصم لـ لأجنحة آنذاك مانسيني وفوتشينيتش مهاجم يوفينتوس في هذه الأيام ..

كذلك روما الحالي مع السيد رودي غارسيا الذي أعاد تكرار ما فعله السيد سباليتي ولكن مع فريق أكثر تنظيماً وصرامة في الجانب الدفاعي ..


سقوط أو تراجع اللاعب صاحب دور الـ " 9 الوهمي " يمنح للأجنحة خياريْن ، إما البقاء على الأروقة وترقب الفرصة للإنطلاق للصندوق - كما فعل كافاني - أو الدخول للعمق لتشكيل زيادة عددية في منطقة الجزاء :



سجل توتي هذا الهدف في مرمى إنتر ، الفريق الذي يستعمل نظام (3/5/2) مع السيد والتر ماتزاري بتواجد ثلاثي في الخلف ، مما شجّع أجنحة روما فلورينسي وغيرفينيو على الدخول إلى العمق وتشكيل التفوق العددي في صراعات اللاعب ضد لاعب ..







# تشيلي .. للتاريخ :





تعد تجربة منتخب تشيلي والرجل الأرجنتيني الأصلع خورخي سامباولي على وجه التحديد تجربةً جديدةً وتاريخيةً ، حيث أن تشيلي بتدبيرٍ أرجنتينيّ هو أول فريق في تاريخ الفرق التي استعملت فكرة الـ " 9 الوهمي " خروجاً عن المألوف ، حيث أن كل الأمثلة التي تم تسليط الضوء عليها تستعمل نظام (4/3/3) بـ " 9 وهمي " ولكن تشيلي أنارت الطريق لفكرةٍ جديدةٍ , وهي إمكانية أن يتم استعمال الـ " 9 الوهمي " ضمن نظام آخر , ومع تشيلي النظام في كثير المباريات كان (3/4/3) ..


تخلى السيد سامباولي عن فكرة إشراك رأس حربة صريح رغم أنه يمتلك واحداً من أفضل رؤوس الحربة في القارة اللاتينية وهو همبيرتو سوازو ، فـ ذهب السيد خورخي لفكرة وضع " 9 وهمي " مستغلاً التأثير الكبير الذي بإمكان الأجنحة سانتشيز وفارغاس أن تشكله على العمق الهجومي وخصوصاً في تسجيل الأهداف ، عادةً حينما يتواجد رأس حربة كلاسيكي على مستوى عالي ، فإن الأجنحة تمتنع لأغراض تكتيكية عن تشكيل العمق الهجومي لسببين ، الأول أن منطقة العمق الهجومي " محتلة " من قِبل ذلك رأس الحربة ، والثاني أن تلك الأجنحة يتم تسخيرها بشكل كامل لإمداد ذلك المهاجم ، أما بوجود " 9 وهمي " فإن منطقة العمق تكون شبه فارغة من اللاعبين :



مما يدع الفرصة للاعبي الجناح للتمركز في تلك المنطقة , ومن أجل ضمان نجاح فكرة اللعب بـ " 9 وهمي " يجب أن يتم إعطاء الأجنحة حرية في أن تنطلق للصندوق وتكسب المساحات هناك , وأن تكون أصلاً تلك الأجنحة قادرة على التصرف حينما تنطلق إلى الصندوق وتصل إليها الكرات ..






# الجميع .. لـ صالح ميسي :



قُدوم العملاق أبراهيموفيش في موسم (2009\2010) ، لم يكن إلا حلماً تحول إلى كابوس مع مرور الأيام ، فـ مع خروج الكميروني إيتو وجلب لاعب بـ حجم وقيمة السويدي لـ يخلق ذالك الحدث مشاعر مُتخالطه في قلوب مُشجعين البلوغرانا ، لكن سُرعان ما تحول ذالك إلى بكاء على أطلال الأسد ..

فـ بعد أنطلاقه قويه في الدوري وتسجيله في خمس جولات مُتتالية ، ظن الجميع بأن السويدي سوف يُنسينا ليالي الكميروني الجميله ، لكن واقعياً لو تحدثنا وعرفنا مُميزات السويدي وأسلوب لعبة لـ تفهمنا وتأكدنا بأن خيار قدومة لم يكن إلا خطوة خاطئه من قبل الفيلسوف بيب ، فـ أسلوب لعب الفريق يعتمد على تحركات الاعبين بدون كرة ، ولاعب مثل أبرا لا يملك كل هذه المقومات ..

فـ السلطان أساساً ليس مهاجم صندوق أو كما يُسمى بـ الرأس الحربة الصريح ، فـ هو بـ الأصح مُهاجم ثاني فـ هو يجيد مراوغة الاعبين ولديه القدره على التسديد من بعيد ، ولا ننسى قدرته العاليه على صناعة الفرص لـ زملاءه الاعبين ، وكل هذه المُميزات لم يتمكن الفريق الكتلوني من الأستفادة منها والأسباب عدة ..




يقول يوهان كرويف :

[ عندما تمتلك رأس حربة بـ قدرات عاليه ، فأنك لا تحتاج بأن تستخدم رأس الحربة الوهمي ] .
برشلونة مع نهايه موسم الثلاثيه تغير أسلوبه الهجومي ، فـ بعدما كان يلعب بـ رأس حربة صريح أصبح يلعب بـ رأس حربة وهمي ، وكانت بدايه الحكايه مع مركز ميسي الجديد في مباراه 6\2 ضد المرنغي مدريد ، مع بدايه الموسم الذي يليه عاد برشلونة إلى طبيعته وكان وقتها ميسي على الجناح الأيمن وأبرا كـ رأس حربة ، وقدم حينها السويدي بدايه رائعه ..


لكن بعدها الأمور أصبحت تتغير ، فـ تغير تكتيك الفريق هجومياً فـ بعدما كان ميسي مُقيد بـ اللعب في الجناح الأيمن أصبح لاعب حُر أكثر ويلعب خلف رأس الحربة كـ مهاجم ثاني ، حيث تواجد وقتها أبرا في عمق الخصم لـ تثبيت المدافعين ولـ يعطي الأريحية لـ ميسي خارج منطقه الجزاء سواء في المراوغه أو صناعه الفرص أو غيرها من هذه الأمور ..
                          

[ أنت قمت بـ شراء سيارة فيراري ، وتستخدمها على أنها فيات ] ..
هذه ليست إلا جُملة قالها السلطان لـ الفيلسوف عندما ذهب وتحدث معه عن عدم شعوره بـ الراحة في تواجده في منطقه العمليات لأن كل هذا يُحجم من أمكانياته ويجعله مُهمته في الميدان اعطاء المساحة والراحة لـ ميسي ، البعض أعتقد بأن كل هذه التغييرات في تشكيلة الفريق وتكتيكه محاوله من الفيلسوف لـ يجعل السلطان يتألق لكن واقعيا كل ما كان يحدث كان لـ تفجير طاقات ميسي التهديفي بأي شكل من الأشكال ..




# مارتينو :



منذ بدايه الموسم ونحن في كل يوم نرى الصحاف الكتلونيه تعنون بـ أسم رأس حربة يأتي إلى الساحة الكتلونيه فـ تاره نرى أسم كلوزه يعتلي اغلفة الصحف ، وتاره نرى أغويرو وليفادوسكي بـ عنوان أحدهما يقترب ، وقبيل عدة أيام صرح تاتا لـ يؤكد صحة أهتمامه فعلا بجلب مهاجم صريح في الصيف حيث قال :
[ رأس حربة ؟ سيكون هناك مبارايات سنلعب برأس حربة 9 ثابت ] ..

لماذا برشلونة يريد العودة لـ اللعب بـ رأس حربة تقليدي من جديد ؟! الأجابات والأسباب كثيره ولا تخفي على الجميع ، لكن السؤال الأكثر أهميه من هو الاعب المناسب وماذا سوف يُضيف ؟! ، الاسماء كثيره في الساحة الرياضيه ، لكن قلة هم المُناسبون لـ تكتيك الفريق والفكر الذي يريده الأرجنتيني ..


أعتقد ومن خلال بعض تصاريح المدرب ، ومن خلال تكتيكه الهجومي الذي يحاول أن ينوع فيه من الهجمات ويخلق فيه الكثير من المشاكل لـ الخصوم ، لذالك أرى بأن أهم المُميزات التي لا بد أن تتواجد في اللاعب الذي يُريد مارتينو أستقدامه طول القامة ، فـ المدرب الأرجنتيني تحدث في أكثر من مناسبه عن أن معدل أطوال الفريق لا يُعجبه وبأنه يشكل ضعف لدينا في الكرات الثابته سواء التي تكون لصالحنا أو العكس ثاني أهم المُميزات أن يكون قناص يصنع من لا شيء شيء فـ فريق مثل برشلونة يتعرض في الكثير من المباريات من قبل الخصوم لـ أغلاق المنافذ وتعطيل مفاتيح الفوز لذالك الفريق يحتاج لـ لاعب بـ أمكانيات رائعه لا تتواجد بـ من يملك ..




المقاطع المرفقة :


هدف كافاني الثاني ضد نانت - ( 28/أغسطس/2013 ) :
[http://youtu.be/2Rphayel3Kc]
هدف كريستيانو الأول ضد ريال سوسييداد - ( 9/نوفمبر/2013 ) :
[http://youtu.be/vS4l_UMg3PQ]
صورة متحركة - هدف توتي ضد إنتر في الجولة السابعة من الكالتشو : [http://i.minus.com/i8uB2hq3b1nvN.gif]
ملخص مباراة تشيلي وفنزويلا بروعة التعليق التشيلي :
[http://youtu.be/vxjNw-S0dK0]




# خاتمة :


لُكل مدرب خياراته ومعتقداته ، وفي ظل تواجد تاتا فـ الجميع يعرف ويلاحظ أهميه المهاجم الصريح لديه فـ في أكثر من مُناسبه وضع الأرجنتيني ميسي على الجناح الأيمن ، وحاول اللعب بـ أكثر من لاعب في مركز رأس الحربه الصريح ، فـ المدرب الأرجنتيني يفضل اللعب بـ 9 عوضاً عن 9.5 ..

في الختام نتمنى أن نكون وضحنا الفكره ووضحنا الفروقات وأبرز الأمور التي تحدث في الفريق ، ونود أن يحوز الموضوع على رضى الجميع وأن يكون قد أجاب على عدة اسئله يتراودكم ..



تحياتنا :

|| موكا عبدالله – @UmBesho87 ||
|| أحمَد الشويّب - @ilshuwaib ||

Monday 4 November 2013

مئة يوم .. في منزلٍ أرجنتيني

بسم الله , والصلاة والسلام على رسول الله ..


منذ مئة يوم - ويومان - دخلت كرة البارسا منزل رجلٍ غريب ، أحيطت حوله مجموعة من الشكوك حيث أنه يعتبر مغموراً لدى غالبية الجماهير ولكنه إلى الآن يرعى هذه الكرة رعايةً فائقة ورغم ذلك لا تزال هناك بعض الشكوك حول الرجل لدى بعض الجماهير ..




تعيش كرة البارسا في منزل السيد مارتينو آمنةً تماماً كما نلاحظ في كل مرة نزور بها بيته ونرى السيد تاتا بشكلٍ شبه أسبوعي يرعاها ويؤمن لها احتياجاتها , ولكن في كل مرة نرى شيءً جديداً على شكل الكرة , أصبح شكل الكرة يتغير في كل مرة وأصبحنا نلاحظ هذه التغيرات على شكلها وزيّها , دعونا في هذا الموضوع نقف على هذه التغييرات في الشكل واللباس ..




 

التخلي عن الكرة في سبيل كسب المساحات :


لاحظنا في عديد المباريات أن البارسا أصبح أكثر ذكاءاً في التعامل مع الخصم , فأصبحت للبارسا استراتيجية خاصة خارج الميدان , البارسا أصبح يمنح خصمه الكرة , وبطبيعة الحال أي خصم يُمنح الكرة يصبح لزاماً عليه أن يتقدم ويخرج لاعبيه من مواقعهم لأخذ المبادرة والتمركز في الأمام لتشكيل حل لصاحب الكرة , وهذا ما حدث في مباراة رايو , رايو - وهو رابع أفضل فريق في أوروبا في نسبة الاستحواذ - فاز بالاستحواذ ولكن في المقابل خسر المساحات في الخلف عن طريق فقدانه للكرة أمام ضغط البارسا العالي على حامل الكرة , ومن يراجع أهداف اللقاء يجد أن هدفين من الأربعة نتجوا عن فقدان لاعبي رايو للكرة بفعل الضغط العالي أحد الأمور التي عادت للبارسا وهي ليست جديدةً عليه , أصبح البارسا يشتري المساحات بالأستحواذ , أصبح يكرر ما فعله تقريباً كل من أوقفه , يمنح الخصم الاستحواذ ولكن يحرمه من المساحات وفور فقدان الخصم للكرة يتم تطبيق الهجوم المرتد .

 



الهجمات المرتدة .. نقطة قوة جديدة :


قبل التطرق لإضافة السيد مارتينو للهجمات المرتدة كنقطة قوة جديدة , أود التحدث بشيء من التعميم حول الكرات المرتدة , أولاً هذه النقطة هي نتيجة مباشرة لتخلي البارسا عن الكرة وجعل المنافس يحوز الكرة ويتنقالها في وسط ميدان البارسا , فما أن يفشل الخصم في الحفاظ على الكرة , إلا وقد يكون للبارسا فرصة كبيرة لتطبيق هجوم مرتد له نسبة عالية من النجاح .

أسلوب الكرات المرتدة هو من أسهل الأساليب التي يمكن أن يتأقلم عليها أي فريق مهما كانت إمكانياته على المستويين البدني والفني , ولكن في المقابل هناك تعويل كبير على سرعة اللاعبيْن - عادةً يكونا لاعبيْن في الأمام - في استغلال المساحات والركض بها في الأمام , قبل بدأ العملية هناك أمر هام جداً وهو ضرورة الوقوف السليم وإغلاق المساحات ؛ لأنه بطبيعة الحال أنت ستجلب الخصم إلى نصف ملعبك , فبالتالي سوف تضع في عين الاعتبار أن هذا الخصم سيبحث عن المنافذ للمرور .

هناك عدد محدد مُسبقاً من المدرب هم المطالبون بالجري السريع إلى الأمام فور بدأ العملية , لاعبين كـ رونالدو أو دي ماريا في الملكي ريال مدريد كان لهم فضل كبير تقريباً في كل مرتدة قام بها "ريال مورينيو" , نعود للبارسا ونعود السيد تاتا ومرتداته .

بعد أن اختار السيد تاتا أن يعتمد المرتدات أسلوباً جديداً له , أصبح السيد تاتا مطالباً بتنفيذ ما تتطلبه عملية الهجوم المرتد الناجحة وما يُتطلب قبلها وهو الوقوف في الخلف وإغلاق المساحات وبعد ذلك اختيار اللاعبيْن المحددين لأجل تنفيذ الهجمات المرتدة وبالتأكيد إن تحدثنا عن ذلك فإننا نشير إشارةً غير مباشرة للنجمين اللاتينيين آليكسيس سانتشيز ونيمار جونيور.

ومن يراقب مرتدات البارسا يعلم تماماً دور هذان اللاعبين , خصوصاً سانتشيز الذي سجل من مرتدة ضد الريال وصنع آخر ضد سيلتك , وكلاهما هدفان ضمنا الفوز للفريق .

 



الكرة المباشرة واختفاء الاستحواذ السلبي " بارسا تيتو "  :


أصبح من الملاحظ تماماً لدى الجميع تحويل كرة قدم البارسا إلى كرة مباشرة تماماً ممزوجة بالاستحواذ وهذا يذكرنا حقيقةً بالمرعب , " باييرن - طيب الذكر - هاينكس " , هكذا كان باييرن السنة الماضية , دفاع ممتاز واستحواذ ليس بالغ العلو , ولكن هناك فعالية كبيرة لدى الفريق وتنوع في أساليب تهديد الخصم , من لعب مفتوح , كرات مرتدة , ولكن الفرق طبعاً كبير بين "بارسا تاتا" حتى الآن وباييرن السيد يوب هاينكس أن الأخير كان قوياً في الصراعات الهوائية وقاتلاً على مستوى الكرات العرضية , تتضح كرة البارسا المباشرة في أول لقاء - تصوّروا ! - ضد ليفانتي , الكرة كانت سهلة تماماً , سُجلت العديد من الفرص التي تم صُنعها ولا زالت هذه الكرة المباشرة تتضح يوماً بعد يوم , فقد قلت عدد اللمسات التي تسبق الأهداف , وهذا يظهر في أهداف مباراة رايو - نعود دوماً لهذه المباراة لأنها مرجعية في مسيرة السيد تاتا - ومباراة سيلتا كذلك .

 



التحفظ الدفاعي خارج الأرض ( ما يسبق الهجوم المرتد في أحيان كثيرة ) :


 


الكل لاحظ مستوى الفريق في المباراة ضد أوساسونا , بقي الفريق في مناطقه وانضم بوسكيتس لرباعي الدفاع في لقطات كثيرة - ليست فقط اللقطة المرفقة مع هذه الفقرة - فأصبح الفريق يظهر وكأنه يلعب بخماسي دفاع أمامهم ثنائي متوسط ميدان متوسط ميدان مكون من تشافي إنييستا رفقة سيسك , نيمار وبيدرو في الهجوم حينها , كذلك في مباراة سيلتا حينما مال السيد تاتا في الشوط الثاني للعب بثنائي ارتكاز مكون من بوسكيتس وسونغ أمامهما سيسك الذي نال حرية كبيرة في الشوط الثاني فسجل هدفين يظهر منهما وكأنه لاعب ( #10 ) كلاسيكي , وفي الشوط الثاني أكمل إنييستا مشوار فابريغاس في الشوط الثاني في الدقيقة ( 70' ) واستطاع إنييستا تمرير ( 26 ) تمريرة كلها صحيحة في ظرف قرابة الـ ( 20 ) دقيقة .




تغيير طريقة الرقابة في الضربات الركنية :

 

 

إحدى الأمور التي استجدت مع السيد تاتا هي طريقة الرقابة ضد الضربات الركنية , اعتدنا مع السادة غوارديولا وتيتو فيلانوفا على طريقة رقابة المنطقة أو الـ " Zonal Marking " , رقابة المنطقة هي أشبه بعمل طوق أو سور حوالي حارس المرمى لمنع الكرة من الوصول إليه , كما موضح بالصورة , أما الرقابة الفردية أو الـ " Man Marking " هي مراقبة كل لاعب للخصم بشكل فردي , كلا الطريقتين تشتركان في وضع لاعب قريب من القائم الذي ستنفذ الضربة الركنية من جهته لصد الكرات القريبة من الأرض , ولاعب آخر يكون خلفه مباشرةً يأخذ المبادرة ويتقدم ويقفز من أجل صد الكرات العالية ومنعها أصلاً من الوصول لأحد اللاعبين , إحدى الملاحظات التي لاحظتها أن الفرق التي تطبق الـ " Zonal Marking " تجد صعوبة في صنع عمليات مرتدة بسبب تكدس عدد من المدافعين في المنطقة , بينما في الـ " Man Marking " يوجد عدد محدد من اللاعبين المراقبين وبالقرب من المنطقة هناك لاعبين مسؤولين عن نقل الكرة لبدء هجوم مرتد سريع , كما سنشاهد في الصورة تواجد رجلا الكرات المرتدة حتى الآن وهما نيمار وسانتشيز .

 






التغير في مستوى بعض اللاعبين :

  

 

مَن مَنا لا يلاحظ القفزة الكبيرة في مستوى أحد اللاعبين الذين لم يعد التخلي عنهم - وقد كانت فكرة في الماضي القريب جداً - فكرةً مقبولة لدى غالبية مشجعي البارسا , آليكسيس سانتشيز استطاع فرض نفسه بصورة كبيرة على السيد تاتا مارتينو أولاً وعلى غالبية - كي لا نقول جميع - المشجعين الذين فقدوا أصواتهم وهم يطالبون برحيله في يومٍ من الأيام , سانتشيز أظهر ما بوسعه أن يقدمه من إضافة كبيرة على المستويين التكتيكي والفني , فيعتبر آليكسيس حالياً أهم عنصر يعتمد عليه السيد تاتا - بالشراكة مع نيمار - في تنفيذ الهجمات المرتدة وسرعة انتقال الفريق أو ما يعرف بـ الـ " transition Quick " في كرة القدم أو الانتقال السريع , مهم جداً أن تكون لديك في سرعة انتقال كي تستغل حالة عدم التنظيم في الفريق الخصم , الهجوم المرتد يمر بعدة مراحل , استخلاص الكرة , بداية الجري , البحث عن اللاعب الأفضل تموقعاً وإرسال الكرة الحاسمة ثم تسجيل الهدف , آليكسيس سانتشيز يعتبر لاعباً مفصلياً في هذه العملية في أغلب الأوقات , ففي أحيان يكون هو الرجل صاحب التمريرة الحاسمة وفي أحيان أخرى يكون هو المعني بإنهاء العملية في المرمى .

من جانب آخر هناك تغير ملحوظ على مستوى النجم ليونيل ميسي , هناك من يعتبر هذا التغير في المستوى تغيراً سلبياً وهناك من يعتقد أن الفريق بدأ يستفيد أكثر من لاعبين آخرين بتغييب ميسي - ولو بشكلٍ طفيف - عن الصورة التي تحتوي اللاعب الحاسم أو مسجل الهدف , مشاركة ميسي في الجناح الأيمن أصبحت تمنح اللاعب الذي يأخذ مكانه في العمق حريةً أكبر باعتبار أن تواجد ميسي في أي مكان في الملعب يجلب حوله عدد من اللاعبين - ما يُسمى بـ الـ " Dragging " - مما يدع اللاعب في موقع الـ ( #9 ) حراً طليقاً خالياً من الرقابة وهذا ما حدث في الشوط الأول من الكلاسيكو , حيث نال سيسك فابريغاس مساحة كبيرة من التنقل الحر في الخلف بسبب مراقبة سيرجيو راموس - الذي كان ارتكازاً فقط لإيقاف ميسي - ولكن فوجئ الجميع بأن ميسي وُضع في الجهة اليُمنى ما أفسد خطة السيد آنشيلوتي , ولكن سيسك فابريغاس لم يشغل المساحة الممنوحة للاعب الـ ( 9 الوهمي ) بشكل كبير , السبب في ذلك هو أن السيد تاتا وجد في عودة سيسك للخلف للتموقع بين تشافي وإنييستا حلاً في كسب الكرة في وسط الميدان ومنع لاعب خطير كمودريتش من أن يأخذ حريته في نقل الكرة . 


 



المقاطع المرفقة :



ملخص مباراة رايو - برشلونة , بتعليق الرائع ري هودسن :

http://youtu.be/beKMsXOy5zU

ملخص مباراة سيلتا - برشلونة :

http://youtu.be/cIeVd_Yxd04

هدف فابريغاس ضد سيلتك من هجوم مرتد :

http://vimeo.com/77901064

هدف سانتشيز ضد ريال مدريد من هجوم مرتد :

http://vimeo.com/77901064




بالنهاية , أتمنى أن يكون الموضوع قد نال استحسانكم , واعتذر منكم لو وردت الأخطاء , فإن أصبت فبفضل الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ..




|| أحمَد الشويّب ||